هل تساءلت يوماً لماذا يتابع الكثيرون الفرق الرياضية ويشجعونها بحماس لا مثيل له؟ يجيبنا عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو عن هذا السؤال من خلال هرمه الشهير حول الاحتياجات الإنسانية.
يرى ماسلو أن انتماء الإنسان لفريقٍ أو جماعةٍ ما، يحقق له الإحساس بالحب والقبول، ويشعره بقيمته الفردية. في هرم ماسلو للاحتياجات، يأتي الانتماء بعد الحاجات الفسيولوجية والأمان، وهو ما يؤكد السعي الدائم للإنسان لتحقيق الشعور بالانتماء والقبول الاجتماعي كجزء من ضروراته الأساسية.
بهذا المنطق، يصبح التشجيع الرياضي أكثر من مجرد ترفيه؛ إنه وسيلة لتحقيق الانتماء والشعور بالمشاركة في شيء أكبر من الذات. عندما يفوز فريق رياضي، يشعر المشجعون بأنهم يشاركون في هذا النجاح، وأن انتصارات الفريق تعكس قيمة جماعية تُضاف إلى هويتهم الشخصية.
هذا الإحساس بالانتماء يكون قوياً لدرجة أن نجاح فريق رياضي في أوروبا، مثلاً، يمكن أن يُشعر مشجعاً في إفريقيا بالانتصار الشخصي، حتى وإن كانت حياته اليومية مليئة بالتحديات والإخفاقات.
التشجيع الرياضي يوفر أيضاً فرصاً للتواصل الاجتماعي وبناء العلاقات. مشجعو الفرق يجتمعون معاً، يتبادلون الحديث، ويحتفلون سوياً بالانتصارات، مما يعزز الروابط الاجتماعية والشعور بالاتحاد بينهم. هذا التواصل يساهم في تحسين الصحة النفسية ويقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
من خلال هذا التحليل، نفهم أن الشغف الرياضي ليس مجرد هروب من الواقع أو بحث عن الترفيه، بل تعبير عن احتياج أساسي للانتماء والتواصل. الفهم العميق لهذا الجانب يمكن أن يفسر لماذا يكون الحماس الرياضي قوياً ومستديماً، وكيف يصير التشجيع الرياضي مهما في حياة الكثيرين.